حدثت منذ سنة 1967 انعطافة جذرية في شعر نزار, وتحول من شاعر المشاعر النسائية والجسد الأنثوي إلى شاعر سياسي, فقال في نكسة يونيو(حزيران)1967, قصيدة ذائعة الصيت "هوامش على دفتر النكسة", لكن الشاعر الكبير صالح جودت, شن عليه هجوما بالغ العنف. لم يقتصر على الوقوف ضد قصيدة نزار, بل طالب بمنع بث أعماله في مصر. ويقال أن سبب تلك الحملة هو نجاح نزار المتميز في مصر, في مجال الغناء بعد طهور أغانيه المشهورة مثل "أيظن" و"ماذا أقول له
ونجحت الحملة وصدر قرار بمنع أغاني نزار وأشعاره من خلال التلفزيون المصري, بل ومنع اسمه نهائيا, وصدر في الكتمان قرار بمنعه من دخول مصر. وكانت تلك القرارات بالنسبة إليه أشبه بإصدار حكم الإعدام
لكن نزار بادر وأرسل إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رسالة, هذا جزء منها:
" سيادة الرئيس, في هذه الأيام التي أصبحت أعصابنا فيها رمادا وطوقتنا الأحزان من كل مكان, يكتب إليك شاعر عربي, يتعرض اليوم من قبل السلطات الرسمية في الجمهورية العربية المتحدة لنوع من الظلم لا مثيل له في تاريخ الظلم. وتفاصيل القصة أنني نشرت في أعقاب النكسة قصيدة عنوانها "هوامش على دفتر النكسة", أودعتها خلاصة ألمي وتمزقي, وكشف فيها عن مناطق الوجع في جسد أمتي العربية, لاقتناعي بأن ما انتهينا إليه لا يعالج بالتواري والهروب, وإنما بالمواجهة الكاملة لعيوبنا وسيئاتنا. وإذا كانت صرختي حادة وجارحة, وأنا أعترف سلفا بأنها كذلك, فلأن الصرخة تكون في حجم الطعنة, ولأن النزيف بمساحة الجرح. ومن منا يا سيادة الرئيس لم يصرخ بعد 5 حزيران؟ من منا لم يخدش السماء بأظافره؟من منا لم يكره نفسه وثيابه وظله على الأرض؟ أن قصيدتي كانت محاولة لتقييم أنفسنا كما نحن..
وختم رسالته بقوله: "يا سيادة الرئيس, لا أريد أن أصدق أن مثلك يعاقب النازف على نزيفه, والمجروح على جراحه ويسمح باضطهاد شاعر عربي يريد أن يكون شريفا وشجاعا, في ظل مواجهة نفسه وأمته, فدفع ثمن صدقه وشجاعته
يا سادة الرئيس, لا أصدق أن يحدث هذا في عصرك!
وكان تاريخ الرسالة 30 تشرين الأول(أكتوبر)سنة 1967, ونجحت هذه الرسالة في إنقاذ نزار قباني من "الإعلام" بعد أن أوصلها الكاتب أحمد بهاء الدين إلى الرئيس عبد الناصر. وعادت أغانيه تردد في الإذاعة والتلفزيون, وعن هذا يقول نزار:" كسرت الحاجز بين السلطة والأدب
وهكذا طاف نزار بأشرعة الشعر بحار الحب وعوالم الحرية, وخاض بقلمه غمار السياسة, يدافع ن عروبته, واضعا أمته أمام نفسها بلا تزييف أو تضليل, لا لأنه يكرههم فينتقص منهم ويقلل من قدرهم, بل أنه يحب العروبة والعرب ولا يريد لهم الانغماس في بحر عدو لدود شمر عن ذراعيه وجمع عتاده وسلاحه وتربص به ريب المنون
ولم يبعد نزار عن قضايا وطنه, حتى عندما استقر به المقام بعيدا في مدينة الضباب, لندن, حيث كان قلبه في اتجاه عروبته دائما.
وقبل الرحيل بعشر سنوات, عاود نزار الحنين إلى المنزل الذي ولد فيه, والى شجرة الياسمين التي علمته حب الجمال. وشد الرحال إلى دمشق, حيث زار المنزل العائلي, الذي نشأ فيه, وكأنه أراد أن يودع ملاعب الطفولة
وأن للغريب أن يعود إلى حضن الأرض التي أنجبته. بعد أن أسلم نزار الروح في 30 ابريل عام 1998, عاد إلى دمشق جثمانا محمولا بالطائرة, إلى رحم التي علمته الشعر والإبداع وأهدته أبجدية الياسمين. فقد أوصى نزار قائلا:" أدفن في دمشق, الرحم التي علمتني الشعر والإبداع, و أهدتني أبجدية الياسمين
الأربعاء نوفمبر 27, 2013 2:58 am من طرف Athraa AL Khazrajy
» (((((( دودة فزع منها سيد الاناااام رسولنا محمد عليه افضل الصلاة والسلااااام ))))
الخميس نوفمبر 21, 2013 10:39 am من طرف المهاجر
» ((((((((( دعــــــــاااااء جميل )))))))))))
الخميس نوفمبر 21, 2013 7:29 am من طرف زائر
» {{{{{ قصة سيـدنا موســــــــــــي عليه السلاااام }}}}}
الخميس نوفمبر 21, 2013 7:24 am من طرف زائر
» همس الصباح
الأحد نوفمبر 17, 2013 12:34 pm من طرف المهاجر
» فلسفــــــــــــــــــة مذهلــــــــــــــــــــــــــــــة
السبت نوفمبر 16, 2013 10:04 am من طرف زائر
» ما هــــــــو سر رقم 18 الموجود علي كفوفنـــــــــــا.......سبحاااان الله
السبت نوفمبر 16, 2013 9:58 am من طرف زائر
» الحــــــــــــــرف الاول من اسمك ليه اســــــــــــــــــــرااااار
السبت نوفمبر 16, 2013 9:48 am من طرف زائر
» سبب تجمع الذباب علي الاشياء حتي ولو كانت نظيفة
الثلاثاء نوفمبر 12, 2013 12:00 pm من طرف زائر