لوحة دموع الورد

على جدار احلامه الباهت رسم لوحته المغبّرة ، وبألوان سُلبت رونق الحياة غمس فرشاته ، بدأ يضرب بفرشاته ضربات متتابعة ، ويغير لونه بين حين واخر ، لكن المشكلة تكمن بأن الالوان متشابهة ، جميعها كانت بلا حياة ....
بدأت قطرات العرق تتصبب من جبينه المُقطّب ، بينما راحت انامله تتراخى حينا بعد حين ويكأن التعب قد نال منها غايته ...

وبعد سويعات احسبها ما شئت ، لربما كانت اعواما واعوام ....بعدها ارخى جسدا متهالكا على اريكة ترك الزمان المتطاول فيها بصمته ، وأخذ يحدق الى اللوحة طويلا ، لم تجد وجنته سبيلا للهروب من حرارة دمعاته المتدفقة .....

لاح بريق الدموع في عينيه ليكون مشهدا ضبابيا غارقا في البؤس ، كانت عالقة بأهدابه الطويلة ، بدا كأنه لن يستطيع التحديق في لوحته من غمرات الدموع ...رفع كفّا مرتجفة الى وجنته ، وسكن كل شيء فيه ...كان ينظر طويلا اليها ...لقد كانت انعكاسا لصورته ....


بمداد القهر البشري ، واحشاء الاوراق المعنّاة ...نسجت بعضا من مأسأة

لكم مودتــ دموع الــــوردـــي